مسألة الحوار والتفاهم الزوجي

ان اهم ما يمكن طرحه من المحاور في هذه القضية الاساسية هو:-
1- رعاية الانصاف والمنطق في الحوار ,ولا تتحقق هذه الرعاية الا بان يفرض كل واحد من طرفي الحوار نفسه في مكان المقابل لكي يستطيع بذلك ان يصل الى درجة فهم المقابل والاحساس بما في نفسه, وكيف يجب ان يكون الموقف لو كان هو في مكانه.
2- سعي كل من الطرفين الى كتابة نقاط الحوار حول المسألة التي يراد الحديث فيها, فان هذه الكتابة تفيد في تخفيف حدة التوتر النفسي, اضافة الى انها سوف تعطي فرصة للتدقيق في النقاط التي سيتم بحثها في المصارحة, ومن المعلوم ان الكتابة اقرب الى التعقل والتدبر من الاسترسال في الكلام بلا مقدمات محددة ومشخصة, وكتابة النقاط بالنتائج المترتبة على محاور المكاشفة التي يكون بعضها مؤديا الى سلبيات قد تفاقم المشكلة وتزيدها تعقيدا.
3- السعي الى عدم الحديث مع الاخرين حول المشكلة التي يراد الحوار حولها, فانها قد تصل الى الطرف الثاني بزيادات تخريبية تجعلها عصية على التفاهم ,اضافة الى ان علم الاخرين بها سيجعل طرف الحوار مصدوما بانتقاصه امام الاخرين, والتشكي منه امامهم, وهذا يخلق منافذ القلب للتجاوب والتعاطي مع هدف التفاهم.
4- ضرورة اعلام الطرف المقابل ان الهدف معه هو الوصول الى التفاهم ورفع التشنج الذي حصل في العلاقة لان بقاء الحالة على ما هي عليه يؤدي الى تفاقمها وتعقيدها, ومن الضروري التوضيح انه قد يكون بيان الحقيقة قاطعا لدابر الشر الذي اوجده ذلك الظن السيء.
5- جذب الطرف المقابل للانفتاح في الحوار بذكر بعض ايجابياته ومحاسنه, واجتناب النقد اللاذع الصريح, او الاصرار على أن الاخر هو المخطىء الذي يجب ان يصلح اخطاءه, ويعتذر منها, وقد يكون من الممكن ان يعاتب هو صاحب الخطأ, وعليه يكون الحوار بهدف التعرف ومعرفة الحقيقة.
6- اجتناب مقايسة عيوب الطرف الاخر بمحاسن الاخرين, وانهم افضل منه, وانه ليس مثلهم في حسن السلوك, واذا كانت المقايسة ضرورية فلتكن بين مساوىء طرف الحوار, ومحاسنه هو لامحاسن غيره.
7- اجتناب الحديث عن الأخطاء الماضية واسترجاع تاريخ المشاكل أو المساوىء, والاقتصار على اخر خطأ اوجب الكدورة, وطرحه بدون تهويل ومبالغة حتى لو كان في واقعه خطأ كبيرا.
8- اذا لم يصل الحوار الى نتيجة بسبب لجاجة الطرف المقابل وعناده فليس من الصحيح مقابلة ذلك بالاصرار والقطيعة, بل الرأي السليم هو ان يقال اننا سنواصل الحوار في وقت آخر,وابقاء باب المصارحة مفتوحا على مصراعيه.
9- التعامل مع الطرف الاخر بكل هدوء حتى لو كان هو غاضبا ومنفعلا, والسعي لاعطائه فرصة لافراغ غيظه, ونيل الهدوء باي كلام يصدر منه حتى يكون هذا الكلام مفيدا في اظهار دخيله طرف الحوار معه وما عنده من نقاط كلن يخفيها, ومن هنا يمكن جعل هذه الدخيلة والنقاط جسرا آمنا الى الوصول للغاية المقصودة بكل سلام.
10- محاولة الاصغاء التام للآخر, وابداء الاهتمام بكلامه, والتوجه بكل الاحاسس لما يطرحه من نقاط, وان هذا العمل من المحاور يثبت للطرف الآخر انه صاحب شخصية يجب الاصغاء بكل اهتمام واحترام لها لاحتمال ان يكون الحق معها, اضافة الى كون هذا الموقف يشرح صدر الاخر للتعاون الجدي والصادق مع محاوره الى حل المشكلة التي يجري الحوار فيها.
11- عند الوصول الى النتيجة المطلوبة من التفاهم والصراحة, وهي حل النزاع, ورفع الشحناء, والرسو على شاطىء السلام العائلي السعيد يكون من المفيد جدا ابراز الاهتمام بهذا الانجاز الموفق الكبير بتبادل الهدايا بين الطرفين, واقل ما يمكن فعله في هذا المجال ان تبادر الزوجية الى صنع (كيكة) او شرائها من السوق, وان يبادر الزوج الى شراء باقة من الزهور او شيء ترغب فيه زوجته وحسب استطاعته.